المحتويات
لقد أصبح التوجه إلى السحر والسحرة في هذا العصر المتطور منذراً بالخطر، فلقد أذاقت الحياةُ الماديةُ الجافة البشرية من البلاء العظيم إذ قست القلوب، وجفّت ينابيعُ الخير في أرواح أكثر الناس، فكثرت العقد والمشكلات النفسية التي أصبحت سمة العصر، وأخذ كثيرٌ من الذين فقدوا راحة القلب، وطمأنينة النفس، يلجؤون إلى السحرة والمشعوذين، يبحثون عندهم عن حلٍّ لمشكلاتهم ، فكانوا بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وهو أمر منتشر عند جميع الأمم المتطورة منها والمتخلفة وفي كافة الشرائح الاجتماعية وفي خبر يلفت النظر ضمن صحيفة رصينة عن بعض السياسيين الكبار من روساء دول تُعد متطورة وغيرهم يتعاملون مع مشعوذين، وكان أحدهم يُقيم بصفة مستمرة في قصر الرئاسة.
السحرُ عالم عجيب تختلط فيه الحقيقة بالخرافة، والعلم بالشعوذة، فهو في لغة العرب بتشديد السين وتسكين الحاء هو: كل أمر يخفـى سببـه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع وكل ما لطف مأخـذه ودق. وجمعه أسحار وسحور، وتاريخ السحر قديـم بقـدم الإنسان على هـذه الأرض. تختلط الدوافعُ للسحر والبواعث بالغايات والأهداف، فهو عالم ظاهرهُ جميلُ خلاب يفتن القلوب البسطاء، ويخدعُ السذج والرعاع، وباطنه قذر عفن، يتجافى عنه أولو الألباب، وينأى عنه أصحابُ القلوب المستنيرة، والفطر السليمة، وتاريخ السحر تاريخٌ أسود قاتم، فهو خدعة شيطانية يضلُّ بها شياطين الإنس والجن عبادَ الله، فيوقعونهم بالسحر في أعظم جريمة، هي الكفرِ والشرك والضلال، من الكبائر.
ولقـد عرفت الأمم السـابقة السحر فمـا من أمـة من الأمـم أرسل إليها رسول إلا واتهم الرسول المرسل بالسحر والجنون، وقرن السحر بالجنون لأن بعضا من المسحورين تصدر منهم تصرفات مثل تصرفات المجانين، كما قال الله عز وجل ( كذلك ما أتى الذين من قبلـهم من رسول إلا قـالوا ساحـر أو مجنون*). ومن هذه الآية نستدل على أن السحر أمره قديم . حتى إن الرسول ﷺ لم يسلم مـن هذا الاتهـام. بل ومن إصابته به.
حكم السحر
يُحرم على المسلم التعامل بالسحر، فهو حرام والساحر كافر خارج من الإسلام؛ ودلائل ذلك كثير من القرآن والسنة، ومنها :
قد روى مسلم في صحيحه أن النبي ﷺ قال: من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمدﷺ رواه أبو داود وخرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم، عن النبي ﷺ بلفظ: من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمدﷺ وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللهﷺ: ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمدﷺ رواه البزار بإسناد جيد.
والسحر من المحرمات الكفرية، كما قال الله عز وجل في شأن الملكين في سورة البقرة: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [البقرة:102].
أنواع السحر الوارد في القرآن
ينقسم السحر بشكله العام إلى ثلاثة أقسام :
- سحر التخيل
وهو أن يعمـد الساحـر إلـى القـوى المتخيلـة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقى فيها أنواعـا من الخـيالات والمـحاكاة وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحس من الرائيـن بقـوة نفسه الخبيثة المؤثرة فيه فينظرها كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك. وهذا النوع من السحر يستعمل فيه الساحر عنصرين هامين مؤثرين في الخيـال يستطيع بهما أن يتصرف في خيال المسحور كيفما يشاء فيريه ما يريد أن يرى. وهذان العنصران هما:- سحر العيون
- الاسترهاب.
واستشهادا على هذا القول من كتاب الله ، قوله عز وجل( قال ألقوا فلمـا ألقـوا سحروا أعين الناس و استرهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) أي جعلوا أعيـن الناس ترى أشياء غير حقيقية وكأنها حقيقية كمثل : أن يرى الإنسان التراب يصير ذهبا والحديد يصبح ماء .. وهذا هو الذي حدث لقوم موسـى، إذ أنهـم رأوا الحبـال والعصي وهي تمشي وهي في واقع الأمر ثابتة جامدة مكانها ولكن بحكـم أنهم سحرت أعينهم صاروا يرونها تتحرك وتسعي .فقوة الخداع للعين والتمويه وخطف الأبصار بالخفة مع التأثير بالخوف كل ذلـك يؤثر في خيال الإنسان المراد سحره حتى يصبح خياله تحت سيطرة الساحر فيريه ما يريده أن يرى ويخيل إليه ما يريد أن يخيله إليه. لـذا قـال الله عـز وجـل(يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى ) وهذا يعنى أن التخـيل الذي حدث لهـم إنما تم عن طريق السحر. وبالمقابل وحتى يتبين لنا الحق من الباطـل نرى أن موسى عليه السلام دخل هـذه المعركـة هو وأخوه هارون وهما شخصان فقط ضـد أمة الكفر بقيادة فرعون و الذى قيل أن عددهم سبعون ألف ساحـر.
ولاتناسب هنا بين الفريقين عدة و عددا ،و لكن الغلبة لمن كان مع الله ولو اجتمعـت الجن والإنس عليه. و صور لنا القران أن موسى خاف مما رأى عندما ألقي السحرة حبالهم وعصيهم ، وهذا الخوف من طباع البشر ولكن الله ثبت قلبه لكي يعلم الجميع أن القوة العلوية أقوي من السفلية. وأراد الله عـز وجـل بذلك أن يلقن الطاغية المتكبر وقومـه وأمثالهم درسا على مدى الحياة. فأمر رسوله موسى أن يثبت و ذلك في قوله عز وجل(قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى). ولكي يمده بالأمن والاطمئنان أمره بقوله عز وجل ( وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيـد ساحـر، ولا يفلـح الساحر حيث أتى)
- السحر المؤثر
وهذا النوع من أشد أنواع السحـر تداولا وأضرارا وله تأثير على المسحور في عقله وبدنه وقلبه. وهذا النوع من السحر عبارة عـن عزائـم ورقـى وعقــد وطلاسم شيطانية. وهو اتفاق وعقد بين الشياطين مـن الإنس والشياطيـن مـن الجن. وقد ذكر أبو محمد المقدسي في( الكافي) “السحـر عزائم ورقي وعقد يؤثر في القلوب والأبدان، فيمرض ويقتل ويفرق به بين المرء وزوجه ويأخـذ أحـد الزوجين من صاحبه. قال تعالـى(فيتعلمون منهما ما يفرقون بـه بيـن المـرء وزوجه) . وقال تعالى (ومن شر النفاثات في العقد) يعنـي السواحـر اللواتـي يعقـدن في سحرهن وينفثن في عقدهـن. ولـولا أن للسحـر حقيقـة لم يؤمـر بالاستعاذة منه” .والواقع أن الساحر يأتي إليه الناس ظنا منهم أنه بيده نصرتهم من الظلــم الذي وقع عليهم من قبل الغير، أو أنه يملك من القدرة ما لا يستطيع غيره أن يفعـل ، وهم في واقع الأمر لا يعدونه ساحرا بل كل اعتقادهم أنه يعالج ويستخدم القرآن في علاجه . وذلك ما يلجأ إليه غالب السحرة من استخدام الآيـات القرآنيـة ، ولكنهم يدنسون القـرآن أو يكتبونه بالمقلوب. ولذا نجد أن الناس عندمـا يـرون الآيات المكتوبة على الأحجبة و التمائم ، فإنهم تطمئن أنفسهـم بها وهم لا يعلمون أنهم واقعون بين يدي ساحر من السحرة . ومعظـم ذلك يحـدث للناس الجهلـة بالعلم الشرعي وإن علا تعليمهم الدنيوي كأن يكون دكتورا فـي إحدى الجامعات أو أستاذا أو مثقفا ثقافة عالية ولكن ليس في شـرع الله ، أو أنسان ضعف في قلبه الوازع الديني ، وكذلك الذين ضعف عندهم الإيمان بالقضاء والقدر و يريدون أن يغيروا ما قدر الله عليهم ،دون أن يعلموا إنما ذلك من القدر الذي كتب عليهم . لذا فهم يتجهون إلى هذا الصنف من الناس ظنا منهم أنهم أتقياء ومقربـون مـن الله ، وأن لديهم كرامات وكل ذلك مما يروجـه الناس بين بعضهم .ومـن هنا تكتسب الدعاية لبعض الأشخاص ، فيتجه إليهم القاصي والداني. وهكذا يذيع صيـت هؤلاء السحرة الدجالين. - السحر المجازي
وهذا النوع من السحر يقوم على الحيل الكيميائية و خفة اليد و على التمويـه والخداع و الكذب على ضعاف العقول. وهو يعرف في زماننا هـذا بالشعـوذة والدجل. و سمي سحرا مجازا لاشتراكه في المعنى اللغوي للسحر . فهو مما خفي سببه و لطف مأخذه و دق و جرى مجرى التمويه و الخداع .وغالبا ما نرى هذا النوع من السـحر مما يمارسه بعض الذين يشتغلون بالسيرك و كذلك من لهم علاقة بالشياطين، كالسحرة الذين يقومون بعمل السحر الحقيقـي و لهم معرفة بخواص المواد الكيميائية و الحيل العلميـة. ومن هذه النماذج تلك التـي يعتمد فيها بعض المشعوذون بوضع مادة على جـانبي صندوق الكبريت عنـد اشعال عود الثقاب اذا احتكت بها هذه المادة احترقت في معدن مثل الألمنيوم أو المعدن الذي سطحه أملس . فالدخان الخارج منها يتسرب على سطح المعدن على شكل مادة بنية اللون. و هذا الدخان بمجرد ملامسته لسطح رطـب فانـه يتحول إلى دخان مرة أخرى. و عليه يقوم المشعوذ بحرق هذه المـادة ثـم إذا تحولت إلى دخان جامد في شكل مادة بنية اللون على سطح المعدن الذى حـرقت فيه يقوم بمسحها بسطح يده لتبقى المادة فيها شرط أن تكون اليد جافة ، فاذا أتاه شخص و شكا له مرضا معينا أو قال إنه مسحور فإنه يقوم بإحضار كوبـ مـن الماء يقرأ عليه بعض الآيات للتمويه ثم يرش يد الشخص المريض بهذا الماء بيده التي ليست فيها المادة ( الدخان المتجمد) ثم يمسح يد الشخص المريض فيخـرج منها الدخان بصورة كثيفة لفترة من الزمن، ثم يقول للمريض إن المرض قد خرج منك.أو يقوم بعض المشعوذون بإحضار قدر فيه ماء قليل و يضعون في داخـله حبرا أو شيئا من الصباغ ، وبحركة خفيفة يلصقون حجابا من الورق فـي الغطاء الذي يغطى به القدر و يلصقونه بواسطة الغراء ثم يجعلون الشخص ينظـر فـي داخل القدر فلا يرى شيئا. ثم يوضع القدر فوق النار فيغلي الماء بداخله فيغطى بالغطاء دون أن يرى المريض باطن الغطاء. فعندما يغطى القدر و بفعل الحرارة الشديدة و بخار الماء يذوب الغراء فيسقط الحجاب في داخل القدر، ثـم يكشـف الغطاء فينظر المريض في داخل القدر فيجد الحجاب أو التميمة في داخـل القدر فيقول له المشعوذ إنك كنت مسحورا و هذا هو سحرك فيصدقه المريض، وهناك من الحيل و الأكاذيب التي يستخدمها أولئك الكذابون و هي كثيرة لا تحصر.
أعراض السحر
- صداع دائم ليس له علاج وان اخذ المسكنات ولا سبب عضوي.
- تشتت الذهن والتفكير.
- تهيأت(يخيل إليه انه فعل شى وهو لم يفعله).
- الضيق الشديد في التنفس بدون سبب.
- كثرة النسيان .
- الصرع الذي ليس له سبب عضوي.
- كراهية المنزل والراحة عند الخروج منه بدون سبب .
- أوجاع أسفل الظهر ليس لها علاج.
- التنميل في اليد الشمال عند سماع القران فقد.
- الإحساس في الصدر والرقبة ومع وجع شديد.
- أمراض عضوية غريبة بدون أسباب)ليس لها علاج طبي) سرعة خفقان في نبضات القلب ألم حاد في المعدة اذا كان السحر مأكول.
- الخمول الشديد في كافة الجسم.
- الأحلام المزعجة المتكررة (رؤية الحيات والقطط والمقابر).
- سلب الإرادة تجاه شخص معين بالحب أو بالكراهية تأخر الزواج للبنات (يأتي الخاطب ولا يرجع دون سبب).
- الغضب الشديد اللاإرادي والسريع.
- كراهية عبادة الله والذكر والصلاة والقرآن الكريم – وكل شئ فيه ذكر الله البكاء بدون أسباب.
- الضيق المستمر.
- رؤية أناس قصار في كل مكان.
- كثرة التجشؤ وضيق النفس والمثاوية عند تلاوة القرآن الكريم ,وعند سماعه هيجان وهروب منه.
- النفور من جماع الأهل – ورؤية الزوجين بعضهما بصورة قبيحة مع التشوق في حالة البعد .
كيفية علاج السحر
يكون أسلوب علاج المسحور في الشريعة الإسلامية بما يلي:
- اجتناب معالجة المسحور بسحر مثله، فالكفر لا يزال بالكفر، والشر كذلك لا يزال بالشر، ذلك أنَّ السحرة لا يتوصلون إلى سحرهم إلا بالكفر والشرك، وفعل كل ما يرضي الشيطان، وقد نهى النبي الكريم عن النشرة وهي عمل السحر لمعالجة المسحور لأنَّ الشر لا يزال بشَرٍّ مثله، وإنما يزال بالخير وما يدفعه من الأمور والوسائل المباحة شرعاً.
- قراءة القرآن على المسحور، ومما يشرع قراءة على المسحور سورة الفاتحة حيث يكررها الراقي عليه عدَّة مرات فتنفع في إزالة السحر بإذن الله إذا صدرت عن قلب مؤمن بقضاء الله وقدرته على إزالة الشر، ومما يشرع قراءته من كتاب الله المعوذتين، وآية الكرسي، وكذلك قراءة آيات معينة منها قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).وقوله تعالى: (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ).
- ترديد الرقى والأذكار التي جاءت في السنة النبوية، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام في رقية المرضى: (أذهبِ الباس ربَّ النَّاس، واشفِ أنتَ الشَّافي لا شفاءَ، إلَّا شفاؤُكَ شفاءً لا يغادرُ سقمًا).ومنها كذلك الرقية التي قرأها جبريل عليه السلام على رسول الله حينما كان مريضاً وهي من أنفع ما يقرأ على المريض والمسحور، وهي قوله: (بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك).ويسن أن تردد تلك الرقى ثلاث مرات أو أكثر.
- قراءة الدعوات الطيبة التي لم ترد في الأثر شريطة أن لا يكون فيها شرك أو محذور شرعي.السدر – فوائد ورق السدر المذهلة للصحة وعلاج السحر والمس
- التداوي من السّحر بالسِّحر: إذ يستطيع المرء العارف بالسّحر وعلومه إبطال مفعول السّحر المصنوع لشخصٍ ما بسحر مثله، ويترتب على ذلك مخالفة شرعيّة وذنب عظيم من الكبائر، جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في صحيح البخاري: (اجتنبوا السبع الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هنّ؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلّا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ).
- علاج السّحر بالنَّشرة: وتُطلق النَّشرة على مداواة المسحور برقية من القرآن أو من السنة النبوية أو تكون النشرة بعلاج ما كردّ السّحر بسحر مثله وهذا غير جائز كما تمّ بيانه، وسمّيت بذلك لأنّ الداء يُكشف ويزال بها، وإن كانت النّشرة بالرقية أو بالأدوية المباحة جاز ذلك، بأن تكون بالأدعية والرقى المشروعة الجائزة، واستخراج السحر وإبطاله إن استطاع المرء ذلك، والعلاج بالأدوية المباحة، كما يمكن استعمال ورق السدر مع الرقية.
- إبطال السّحر بتتبُّعه واستخراجه وتفكيكه: ويكون ذلك بالالتجاء إلى الله -تعالى- بالدعاء والإلحاح في ذلك في سبيل معرفة موضع مكان السحر وإزالته وإتلافه بالحرق أو إلاقائه في ماءٍ جارٍ، وتعدّ هذه الطريقة من أبلغ الطرق في علاج وفكّ السحر وإبطاله.
- التّمر والعجوة: وردت العديد من أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل التمر في علاج السحر منها: (من تصبَّحَ كلَّ يومٍ سبعَ تمَراتٍ عجوةً، لم يضرَّه في ذلك اليومِ سمٌّ ولا سحرٌ).فوائد الإفطار على التمر في الصباح
الوقاية من السحر
لا بدّ من المسلم أن يحرص على الأفعال التي تقرّبه إلى الله -تعالى- وتحميه من الشرور، منها ما يلي:
- توحيد الله -تعالى- وتحقيق الإيمان في القلب بأنّ كلّ شيء يصيب المرء من الله تعالى، والله -تعالى- لا يصيب الإنسان إلّا بما هو خير له وإن لم يعلم المرء بنظره القاصر أنّ ذلك خير له، قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
- تقوية الإيمان في قلب المرء، ممّا يُضعف الشيطان ويجعله بعيداً عن قويّ الإيمان، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذينَ هُم بِهِ مُشرِكونَ).
- المداومة على ذكر الله -تعالى- في كلّ الظروف والأحوال والأوقات، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا).
- المحافظة على قراءة آية الكرسي يومياً. قراءة آخر آيتين من سورة البقرة. قراءة المعوذات؛ سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.
http://consult.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=18487