المحتويات
سنعرض في هذه المقالة شرح مفصل عن هرمون الحليب ،ماهي أعراضه وأسبابه وكيفية معالجته بطرق مختلفة. إن هرمون الحليب يوجد لدى السيدات والرجال، وتعد المنظم الرئيسي للغدد الصماء، حيث تتحكم في إفراز الهرمونات المنشطة لمختلف الغدد. وتعتبر هذه الغدة المنظم الرئيسي للغدد الصماء إذ تفرز إلى جانب هرمون الحليب، الهرمونات المنشطة لبقية الغدد.ويوجد هرمون الحليب بمستويات معينة في الدم، ولكن يزيد عادة إفراز الغدة لهذا الهرمون بشكل طبيعي في حالات الحمل والولادة، ولكن هل من الممكن أن تواجه الفتيات قبل الزواج اضطرابا في هرمون الحليب بالارتفاع أو الانخفاض، وما هي أسبابه وأعراضه وأضراره؟
هرمون الحليب أو البرولاكتين هو هرمون بروتيني، يتم إفرازه من الجزء الأمامي للغدة النخامية (Anterior pituitary gland)، وكذلك من البطانة الرحمية لدى النساء الحوامل، ولذلك فإنه عادة ما يكون موجودا في ماء السّلى. أحيانا، تكون الإفرازات الشبيهة بالحليب من الثديين خارج نطاق فترة الرضاعة مرتبطة بارتفاع مستويات البرولاكتين في الدم (فرط برولاكتين الدم -Hyperprolactinemia ).
يتم إفراز هرمون البرولاكتين على دفعات، بالمعدل مرة كل 95 دقيقة. وترتبط قوة الدفعة بساعة الإفراز خلال النهار. فالدفعات القوية والكثيفة بشكل خاص، تمت ملاحظتها خلال فترة النوم، خاصة النوم العميق. كمان يمكن ملاحظتها خلال فترة النوم، خاصة النوم العميق. كما يمكن ملاحظة إفراز كميات كبيرة من البرولاكتين في حالات الضغط النفسي، عند بذل الجهد الجسدي الكبير، عند التخدير العام، أو خلال عملية جراحية . بشكل عام، تكون مستويات البرولاكتين لدى الرجال أقل منها لدى النساء،وخصوصا خلال الأسبوعين اللذين يسبقان الدورة الشهرية .
يكون مستوى البرولاكتين في دم النساء الحوامل مرتفعا منذ بداية الحمل، بل إنه قد يصل إلى عشرة أضعاف المستوى ما قبل الحمل. بعد الولادة، ينخفض مستوى البرولاكتين في الدم، ولكن في كل مرة ترضع الأم ابنها ، يرتفع مستوى الهرمون إلى نحو ثمانية أضعاف المستوى العادي، ويعود للحالة الطبيعية، بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من الانتهاء من الرضاعة .
يكون إفراز البرولاكتين من الغدة النخامية تحت رقابة عوامل عديدة، لكن أهم هذه العوامل هو هرمون الدوبامين (Dopamine) الذي يتم افرازه في منطقة معينة من الدماغ. وظيفته هي تثبيط إفراز البرولاكتين ولمحافظة على مستواه السليم.في بعض الحالات ، مثل قصور الدرقية (Hypothyroidism)،يكن هناك إفراز زائد للهرمون المطلق لموجهة الدرقية من الدماغ، الذي يؤدي لزيادة كبيرة في إفراز البرولاكتين، ويسبب فرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinemia). هكذا يؤثر على كل العمليات التي يلعب البرولاكتين دورا فيها .لذلك، تكون هنالك حاجة لعلاج الغدة الدرقية من أجل موازنة مستويات البرولاكتين.
إن الوظيفة الأساسية التي يؤديها البرولاكتين لدى البشر، مرتبطة بجهاز التناسل.يلعب البرولاكتين لدى الرجال دورا كبيرا في المحافظة على مستويات سليمة من هرمون التيستوستيرون (Testosterone)، الذي يشكل هرمون مفتاح في القدرة الجنسية لدى الرجال، ولإنتاج الني. لذلك، نرى أن بعض الرجال الذين لديهم فرط برولاكتين الدم يعانون من قلة الرغبة الجنسية (Libido-شبق) إلى درجة تصعب من حدوث الانتصاب.
أما لدى النساء المرضعات، فإن فرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinemia) من شأنه أن يعيق نمو الجر يبات في المبيضين، ويمنع حدوث الحمل مجددا كذلك يؤثر فرط إفراز البرولاكتين لدى النساء ، على العمليات السليمة المرتبطة بالإباضة، وقد يتحول لسبب لعدم الخصوبة (للعقم). يمكن أن تتمثل التأثيرات السلبية، بإعاقة إفراز هرمون الملوتن (Luteinizing Hormone –LH) المسئول عن خروج البويضة من الجريب الناضج في البيض، وكذلك قد يتمثل بخفض إنتاج الهرمونات المبيضية كالإستروجين (Estrogene) والبروجيستيرون (Progesterone).
أعراض هرمون الحليب
علامات ارتفاع هرمون الحليب أو أعراض فرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinemia) هي:
- التدفق التلقائي للحليب من الثدي المعروف بئر اللبن (Calactorrhea)، يظهر لدى النساء، وأيضا لدى الرجال الذين لديهم مستويات عالية جدا من هرمون البرولاكتين (Prolactin) الذي تفرزه الغدة النخامية.
- عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء.
- الإصابة بمرض تخلخل العظام لدى الجنسين.
- فتور الرغبة الجنسية.
- انخفاض الخصوبة (العقم).
- صداع وصعوبات بالرؤية.
- نمو الأثداء لدى الرجال.
تشخيص هرمون الحليب
خلال عملية تشخيص المستويات المرتفعة من البرولاكتين في الدم، يتم فحص النظام الهرموني و مدى سلامته. هذه الفحوص ، هي فحوص دم بسيطة تتضمن فحص مستويات التيستوستيرون، الهرمون الملوتن (LH)، الهرمون المنبه للجريب (FSH)، برولاكتين، الهرمون المطق لموجهة الدرقية (TSH) ومستوى السكر بالدم.
علاج هرمون الحليب
إن علاج هرمون الحليب من خلال معرفة أكثر أسباب فرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinemia) انتشارا هي الأورام الحميدة التي تفرز البرولاكتين وبعض أنواع الأدوية.هذا الإفراز الزائد سيتوقف حال الحد منه (تثبيطه) بواسطة بعض الأدوية المشتقة من البروموكريتين (Bromocriptine)، أو عند التوقف عن تناول الأدوية التي سببت فرط افراز البرولاكتين. كذلك، في معظم الحالات، بالإمكان علاج الأورام الحميدة التي تفرز البرولاكتين من خلال علاج دوائي، دون الحاجة لإجراء عمليات جراحية.
العلاجات الطبيعيّة لارتفاع هرمون الحليب
- تناوُل النباتات التي تدعم جهاز الغدد الصماء وتُحافظ عليه:
حيث تُصنّف هذه النباتات من المواد التي تُساعد جهاز الغدد الصمّاء (بالإنجليزية: Endocrine System) على التأقلم والتكيّف مع الظروف المُختلفة، ومن هذه المواد نبتة الأشواغندا أو ما يُعرف بالعبعب المنوم (بالإنجليزية: Withania Somnifera)، والشزندرة (بالإنجليزية: Schisandra Chinensis)، وعشبة عصا الراعي (بالإنجليزية: Polygonum Multiflorum)، والعرق سوس (بالإنجليزية: Glycyrrhiza)، والجنسنج الأمريكي (بالإنجليزية: Panax Quinquefolius)، والجنسنغ السيبيري (بالإنجليزية: Eleutherococcus Senticosus)، وعشبة سرة الأرض (بالإنجليزية: Centella Asiatica)، بالإضافة إلى عشبة الماكا (بالإنجليزية: Lepidium Meyenii) التي تُغذّي جهاز الغدد الصماء وتُعزّز من عمل الغدة الدرقيّة في حالات هبوطها، وتُحافظ على مستوى الطاقة والرغبة الجنسيّة والهرمونات عند الرجال والنساء، بالإضافة إلى عشبة مريم أو ما تُسمّى بشجرة العفّة (بالإنجليزية: Vitex Agnus-Castus) التي لها تأثيرٌ واضحٌ على مستوى هرمون البرولاكتين، حيث تقلّل من مستويات البرولاكتين عند ارتفاعه، وتُحفّز توازن الهرمونات وتُساعد على انتظام الدورة الشهريّة، حيث تُحافظ على مستوى هرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) الطبيعيّ في الجسم وبالتالي تُعزّز حدوث الإباضة بشكلٍ مُنتظم. - المُحافظة على سلامة الغدّة الدرقيّة:
(بالإنجليزية: Thyroid Gland) وذلك عن طريق تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر اليود (بالإنجليزية: Iodine)، والمُكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على مجموعة فيتامينات ب، وفيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، والتي تحتوي على معدن الزنك، والنحاس، والسيلينيوم، بالإضافة إلى تناوُل نبتة الجذر الذهبيّ (بالإنجليزية: Rhodiola Rosea) وغيرها. وتُعتبر المحافطة على سلامة الغدة الدرقية ركناً أساسيّاً في معالجة ارتفاع هرمون الحليب لأنّ انحفاض هرمون الغدّة الدرقيّة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الهرمون المُحفّز للغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Thyroid-Releasing Hormone) مما قد يؤدّي إلى زيادة إفراز هرمون البرولاكتين. - السيطرة على التوتّر والضغط العصبيّ:
وذلك لأنّ التوتّر يزيد من نسبة هرمونات الإجهاد في الجسم مثل هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) والذي يثبّط بدوره الهرمون المُنشّط للغدد التناسليّة (بالإنجليزية: Gonadotropin Releasing Hormone) المسؤول عن إفراز مجموعةٍ من الهرمونات منها هرمون البرولاكتين، وإنّ هذا يتسبّب في إحداث عدّة تأثيراتٍ مثل؛ تثبيط عمليّة الإباضة، وضعف النشاط الجنسيّ، وتقليل عدد الحيوانات المنويّة، والتأثير على توازن الهرمونات في الجسم وغيرها.
العلاجات الدوائيّة والجراحيّة
لارتفاع هرمون الحليب يعتمد اتّخاذ واختيار الإجراء العلاجيّ على السبب المؤدّي لارتفاع هرمون الحليب، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الحالات التي يرتفع فيها هرمون الحليب دون وجود أية أعراض، أو بوجود أعراض بسيطة قليلة، عندها قد لا يحتاج المريض لأيّ نوعٍ من العلاج.
ومن الخيارات المُتاحة لعلاج ارتفاع هرمون الحليب إذا دعت الحاجة:
- استخدام بعض الأدوية التي تقلّل من إنتاج هرمون البرولاكتين:
ومن هذه الأدوية؛ دواء البروموكربتين (بالإنجليزية: Bromocriptine)، ودواء الكابرجولين (بالإنجليزية: Cabergoline)، حيث تُستخدم هذه الأدوية لعلاج حالات ارتفاع هرمون الحليب الناتجة عن وجود ورمٍ، وللحالات غير معروفة السبب أيضاً.- التدخّل الجراحيّ:
حيث يُستخدم هذا الخيار لحالات ارتفاع هرمون الحليب الناتجة عن وجود ورمٍ؛ إذ يتمّ استخدامها عند عدم استجابة الورم للعلاجات الدوائيّة، ويُلجَأ إليها كذلك في حال تأثّر النظر والقدرة على الرؤية بوجود الورم.
- التدخّل الجراحيّ:
- العلاج الإشعاعيّ (بالإنجليزية: Radiation):
حيث تُستخدم في حالات وجود ورمٍ عند عدم استجابته للعلاج الدوائيّ والجراحيّ، حيث يهدف العلاج الإشعاعي إلى تقليص حجم الورم.