فضائل حفظ القرآن الكريم ونصائح لتسهيل حفظه

وردت الكثير من النصوص الشرعيّة في فضائل حفظ القرآن الكريم.  

ولم يترك النبي ﷺ أمرًا فيه تشجيع وحث على حفظ القرآن الكريم إلا سلكه.  فكان يفضل بين أصحابه ، رضي الله عنهم أحفظهم للقرآن، ويعقد الراية لأكثرهم حفظًا.

وإذا بعث بعثًا جعل أميرهم أحفظَهم للقرآن وربما زوَّج الرجل على ما يحفظه في صدرِه من القرآن . 

ومن سنن اختيار الإمام في الصلاة الأكثر حفظاً قراءة للقرآن.

وثبت أنّ رسول الله ﷺ كان يحفظ القرآن الكريم، ويُراجع حِفظه كلّ عامٍ مع جبريل عليه الصلاة والسلام، ويعرضه على الصحابة  رضي الله عنهم  ولو لم يكن في فضائل حفظ القرآن الكريم من فضيلةٍ إلّا اتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام، والسَّير على خطاه لكفى بها من فضيلة. 

بالإضافة إلى أن  حِفظ القرآن الكريم من باب اتباع السَّلَف الصالح كذلك، وقد وردت الكثير من النصوص التي تدلّ على عظيم مكانة حَمَلة القرآن الكريم وحَفَظته.

إذ إنّ رسول الله ﷺ كان يُميّز حَفَظة القرآن الكريم عن غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، وأوصى الأمّة من بعده بإكرام أهل القرآن، وبيَّن  عليه الصلاة والسلام أنّ إكرام أهل القرآن الكريم من إكرام الله تعالى.

ومن الأمور التي تدلّ على عظيم مكانة حَمَلة القرآن الكريم أنّ رسول الله ﷺ لقَّبهم بلقبٍ عظيمٍ لم يحصل عليه أحدٌ من العالَمين؛ إذ سمّاهم أهل الله وخاصّته؛

فضائل حفظ القرآن الكريم

1. نَيْل الشفاعة يوم القيامة

إذ إنّ الله تعالى أكرم حافظ القرآن الكريم بالشفاعة يوم القيامة؛ لِما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله  ﷺ  أنّه قال:

الصِّيامُ والقرآنُ يشفَعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصِّيامُ أي ربِّ منعتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ فشفِّعني فيهِ ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ قالَ فَيشفَّعانِ

2. ارتداء تاج الكرامة وحُلّة الكرامة

فقد أكرم الله تعالى أهل القرآن الكريم بلبس تاج الكرامة، وحُلّة الكرامة؛ لِما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنّه قال:

يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، وتزاد بكل آية حسنة.

3. أهل الله وخاصّته

إذ إن من فضائل حفظ القرآن الكريم أنه سببٌ في أن يكون المسلم من ضمن أهل الله وخاصّته؛ لِما ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ :  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :  ( هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ ) 

4. الأولويّة في إمامة الصلاة

هناك الكثير من الأجر للمصلين في الصفوف الأولى و الإمام وقد بُين ذلك في أحاديث كثيرة. 

وإنّ حُافظ القرآن الكريم أحقّ الناس بالإمامة في الصلاة، ويُقدَّم إلى الصفوف الأولى في الصلاة بحسب حِفظه القرآن الكريم وهذا من فضائل حفظ القرآن الكريم.

فورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنّه قال:

لِيَلِيَنِي مِنكمْ أُولُوا الأحْلامِ والنُّهَى ، ثُمَّ الذين يُلُونَهُمْ ، ثُمَّ الذين يَلُونَهُمْ ، ولا تَختَلِفُوا فتَخْتَلِفَ قلوبُكُمْ ، وإيَّاكُمْ وهَيْشاتِ الأسْواقِ

ولِما ورد عن أبي مسعود عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنّه قال:

يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا وفي رواية فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا ، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ.

5. نَيْل أعظم المراتب يوم القيامة

فقد أكرم الله جلّ وعلا حافظ القرآن الكريم بالمراتب العُليا يوم القيامة؛ إذ إنّه مع الملائكة السَّفَرة الكرام البَرَرة؛ لِما ورد عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- عن رسول الله ﷺ أنّه قال:

مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، وهو حافِظٌ له مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ، وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ فَلَهُ أجْرانِ

بالإضافة إلى أنّ منزلة المسلم في الجنّة ترتفع بحسب حِفظه القرآن الكريم، وتكون منزلته عند آخر آيةٍ يتلوها؛ لما ورد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ في الحديث النبويّ الشريف أنّه قال: 

يقالُ لصاحبِ القرآنِ : اقرأْ وارقَ ورتِّلْ كما كنتَ ترتلُ في الدنيا، فإنَّ منزلتَك عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بها

، وقد بيّن الألبانيّ رحمه الله في شرح الحديث أنّ المقصود بصاحب القرآن؛ حافظه، وبناءً على ذلك يكون التفاضل في الدرجات يوم القيامة، بشرط أن يكون الحَفْظ خالصاً لوَجْه الله تعالى، وليس لنَيْل غرضٍ من أغراض الدنيا، ولا يقتصر حفظ القرآن الكريم على رِفْعة الدرجات في الآخرة فحسب؛ بل تُرفع مكانة حافظه في الدنيا أيضاً، مصداقاً لِما ثبت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال:

إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ

6. حِفظ القرآن خيرٌ من متاع الدُّنيا

فمِمّا يدلّ على عِظَم فضل حفظ القرآن الكريم أنّ رسول الله ﷺ فضّله على متاع الدُّنيا؛ فقد ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه:

خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ، فَقالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحَانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ

ومن الجدير بالذِّكر أنّ الإبل كانت أفضل الأموال في ذلك العصر؛ ولذلك ذُكِر في الحديث النبويّ السابق أنّ حِفظ القرآن الكريم أفضل منها.

7. نَيْل الهداية من الله تبارك وتعالى

إذ إنّ القرآن الكريم كلامٌ طيّبٌ مباركٌ يهدي صاحبه بإذن ربّه إلى امتثال الأعمال والأقوال الصالحة، كما ورد في قَوْل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمً)

8. حضور الملائكة مجلسَ قراءة القرآن الكريم

فحِفظ القرآن الكريم يحتاج إلى تلاوته بكثرة، وفي كلّ مجلسٍ يُقرَأ فيه كتاب الله تعالى تتنزّل الملائكة وتَحفّ الحاضرين؛ لِما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنّه قال:

ما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ

9. تحصيل السعادة في الدُّنيا والآخرة

حيث إنّ اقتران حِفظ القرآن الكريم بالمُداومة على الأعمال الصالحة سببٌ للفوز بسعادة الدُّنيا والآخرة.

10. استقامة السلوك

فقد ثبت أنّ من فضائل حفظ القرآن الكريم أنه من أسباب حُسن الخُلق، وطِيب المَعشر.

11. الفصاحة والنُّطق السليم

فقد أنزل الله جلّ وعلا  القرآن الكريم باللسان العربيّ المُبين؛ لقَوْله  سبحانه وتعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)، وحِفظ القرآن الكريم يحتاج إلى تلاوة آياته بشكلٍ مُتكرّرٍ؛ مِمّا يضبط مخارج الحروف، فيعتاد اللسان على النُّطق السليم، والفصاحة.

12. الأولويّة في الدَّفن

لا تقتصر فضائل حِفظ القرآن الكريم وبركاته على العبد في حياته وحسب، بل تتعدّى ذلك إلى ما بعد وفاته.

فحِفظ القرآن الكريم سببٌ للتقديم في القَبر، كما حصل في غزوة أحد؛ فحينما اجتمع المسلمون؛ لدَفن الشهداء، قدَّم رسول الله ﷺ أحفظَهم إلى القبر؛ لِما ورد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنّه قال:

أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدٍ قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقالَ: أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ بدِمَائِهِمْ، ولَمْ يُصَلِّ عليهم ولَمْ يُغَسَّلُوا

13. طُهر القلب من الرِّياء

إذ إنّ حِفظ القرآن الكريم عن ظَهر قلبٍ يُمكِّن صاحبَه من تلاوة آياته في كلّ مكانٍ، وفي أيّ وقتٍ، من غير أن يشعر أحدٌ من الناس بذلك؛ مِمّا يحفظه من الرِّياء والسُّمعة.

14. النجاة من النار

حيث إن من فضائل حفظ القرآن الكريم سببٌ للنجاة من النار، مصداقا لما جاء عن رسول الله ﷺ أنه قال: (لو جُمِعَ القرآنُ في إِهابٍ، ما أحرقه اللهُ بالنَّارِ).

15. تطبيق سنة النبي ﷺ

من فضل حفظ القرآن أننا نتطبق سنّة النبي ﷺ, فالنبي ﷺ قد حفظ القرآن الكريم بل وكان يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة.

16. أكثر الناس أجراً

من فضائل حفظ القرآن أن حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة لذلك فهو أكثرهم جمعاً لأجر التلاوة، ففي الحديث: 

من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها 

حُكم حفظ القرآن

 يجب حِفظ القرآن الكريم على الأمّة الإسلامية، بحيث لا ينقطع التواتُر في نَقله، ولا يتمكّن أحدٌ من إحداث فيه أو التبديل أو التحريف. 

وعلى الرغم من تكفُّل الله سبحانه وتعالى بحِفظ القرآن الكريم من التبديل والتحريف منذ أن أنزله على قلب محمّد ﷺ إلّا أنّ الأمّة الإسلاميّة اعتنَت بحِفظه في كلّ عصرٍ من عصور التاريخ الإسلاميّ. 

 ويجب التنبيه إلى أنّ حِفظ القرآن الكريم كاملاً فرض كفاية على أمّة الإسلام، ويُقصَد بفرض الكفاية: أنّه إن وُجِد عددٌ كافٍ من حُفّاظ القرآن الكريم، سقطَ الوجوب عن باقي الأمّة الإسلاميّة، أمّا إن لم يتوفّر العدد الكافي من الحُفّاظ، أَثِمَ جميع المسلمين في ذاك العصر، أو في ذاك المكان.

حُكم حفظ القرآن على الأفراد

أما وأن حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة إلا أن حفظ شيءٍ من القرآن الكريم، كسورة الفاتحة، وسورة قصيرة أخرى كحدٍّ أدنى فرض عَينٍ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ.

وذلك لأنّ قراءة سورة الفاتحة رُكنٌ من أركان الصلاة، ولا تصحّ الصلاة إلّا بالإتيان بها؛ لِما ورد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنّه قال:

لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ. 

 

نصائح لحفظ القرآن

وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب على كلّ مَن أتمَّ حِفظ القرآن الكريم، أو أيّ سورةٍ منه تعاهُد ما حَفظه، ومُراجعته بشكلٍ مُستمرٍّ؛ لِئلّا يضيع ما حَفظه؛ فقَوْل الله تبارك وتعالى: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)،  تُقصَد به قراءة القرآن الكريم خارج الصلاة؛ بقَصْد دراسة آياته، ومراجعتها؛ حتى لا يتفلّت من الحِفظ شيءٌ، وحتى لا تُنسى الآيات التي حَفِظها.

  1. الإخلاص في النية
    قال تعالى ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)  الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) )   فلا بد من الإخلاص لله تعالى و يأتي بعد ذلك التوكل على الله لأنه لولا مشيئة الله لما استطاع الإنسان فعل أي شيء.  ولا يحفظ القرآن للتعالي على الناس في الدنيا أو لسبب أخر دنيوي وليكن تعلمك للقرآن ابتغاء ما عند الله واكتساب الخشية والسكينة والوقار لا الاستكبار. الحذر من الرياء ضد الإخلاص ، والإخلاص: أن تقصد بعملك وجه الله ، أما الرياء فمشتق من الرؤية وهو أن يعمل العمل ليراه الناس ، والسمعة مشتقة من السمع وهو: أن يعمل العمل ليسمعه الناس.
  2. الحرص على اقتناء نسخة جيدة من القرآن الكريم بخط كبير و واضح و لا تبدل المصحف الذي تحفظ منه ، ويُفضل مصحف الحفاظ  أو مصحف تبدأ آياته وتنتهى في نفس الصفحة أي بأن الصفحة دائمًا تبدأ برأس آية وتختتم برأس آية فذلك يساعد على ربط الآيات بصفحة من القرآن الكريم.
  3. تجنّب الحفظ عندما تكون معدتك ممتلئةً فالتركيز يكون أفضل عندما  تكون المعدة فارغة ويفضل تجنب الحفظ وأنت متعب.  وأفضل الأوقات للحفظ هو وقت الفجر، يقول الإمام ابن جماعة : ” أجود الأوقات للحفظ الأسحار ، وأجودها للبحث الأبكار ، وللتأليف وسط النهار ، وللمراجعة والمطالعة الليل “
  4. تهيئة الجلسة نفسياً باستحضار النية والرغبة في الثواب ، والوضوء والطهارة الكاملة ، واستقبال القبلة والجلوس بخشوع وطمأنينة   والجلوس في مكان ترتاح فيه كالمسجد مثلاً ، خالي من النقوش والزخارف متجدد الهواء .
  5. البدء ( بعملية التسخين والتحمية ) وهي الاستعداد بقراءة بضع صفحات بصوت جيد .  احذر من أن يستهويك جمال صوتك فتحلق في أجواء النغم وتنسى الحفظ . افتح الصفحة التي تريد حفظها بعد 5-10 دقائق من التسخين
  6.   ركز جيداً بنظرك على الآيات ،فإن عينيك عدسة تصوير فلا تجعلها تهتز كثيراً ، وأنطق بطريقة جيدة و راجع بصوت عال قدر الإمكان واصغي جيداً فتركيز حواس البصر و السمع واللسان يساعد العقل في تخزين المعلومات.
  7. التكرار : اعد القراءة ثلاث مرات أو أكثر حتى يسجلها عقلك، وأكثر من قراءة ما حفظة حديثاً خاصة في الصلاة حتى تتثبت في الذاكرة جيداً.
  8. قراءة الآيات قراءة متأنية و فهم المعنى العام للآية فهو باب لرسوخ الحفظ في الذهن.
  9. اختر صديقاً يهمه ما يهمك واتفقا على موعد للحفظ كأن يكون بعد الفجر أو بين المغرب والعشاء على أن يكون يومياً
  10. شرب ماء زمزم بنية الحفظ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم لما شرب له)
  11. ربط الآيات ببعضها والتفكر في تكوين كل سورة من القرآن و قد نشر موقع خرائط ذهنية للقرآن الكريم خرائط ذهني للسور القرآن الكريم من إعداد صفية بنت عبدالرحمن السحيبانى جزاها الله خير.  يمكن أيضا تحميلها من هنا
  12. الابتعاد عن المعاصي وتجنبها ليشرح الله صدر إلى العلم والحفظ وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله :

شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي  فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ   وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي

فوائد الخرائط الذهنية في حفظ القرآن الكريم

من أجمل نصائح حفظ القرآن عمل خارطة ذهنية لكل سورة بحث يتم ربط آياتها داخل الدماغ.  ومن فوائد هذه ما يلي: 

  1. تعطيك صورة شاملة عن الموضوع الذي تريد دراسته أو التحدث عنه بحيث أنك سترى الموضوع بصورة أكثر شمولية .
  2. تعطيك صورة واضحة عن موقعك الآن .. أين وصلت .. ماذا تريد (هدفك) ؟ .. من أين ستبدأ .. ماهي العوائق ؟؟
  3. تجعلك تضع أكبر قدر ممكن من المعلومات في ورقة واحدة بشكل مركز ومختصر يغنيك عن كم من الورق .
  4. تمكنك من وضع كل مايدور في ذهنك وكل افكارك عن الموضوع في ورقة واحدة .
  5. تجعل قراراتك أكثر صواباً .. فعندما تضع المشكلة في ورقة  واحدة .. فإنك تنظر إليها نظرة شاملة لكافة جوانبها .. كل العوائق .. كل الحلول المقترحة “أفضل حل”
  6. عندما تبدأ في الرسم وتضع كافة جوانبه في الخريطه فستفاجأ بكمية الأفكار التي تنهمر عليك لأنك تتعامل مع عقلك بطريقة مشابهه لطريقة عمله . 

بعض عوائق حفظ القرآن الكريم

كما ذكرنا سابقاً في نصائح حفظ القرآن من المهم الابتعاد عن المعاصي وهنا نذكر بعض العوائق التي تصعب حفظ القرآن الكريم.

  1. كثرة الذنوب والمعاصي.
  2. عدم المتابعة والمراجعة الدائمة.
  3. الاهتمام الزائد بأمور الدنيا يجعل القلب معلقًا بها.
  4. حفظ آيات كثيرة في وقت قصير والانتقال إلى غيرها قبل إتقانها.
  5. الحماس الزائد للحفظ في البداية مما يجعله يحفظ كثيرًا دون إتقان ثم إذا وجد نفسه غير متقن فتر عن الحفظ وتركه.

أنواع هجر القرآن

ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب ‘الفوائد’ خمسة أنواع من هجر القرآن الكريم نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا نكون منهم.

  1. هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
  2. هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.
  3. هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاداته أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم.
  4. هجر تدبره وتفهمه معرفة ما أراده المتكلم به منه.
  5. هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله تعالى: { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً } .

حفظ القرآن من أعظم الأعمال الصالحات، وقد روى الترمذي وصححه وكذا صححه الألباني عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ قال:

يقال لصاحب القرآن: (اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها) 

  فننصحك بتشمير العزم على تحقيق هذه النية الحسنة.

 

المصادر

حفظ القرآن