المحتويات
يمكن أن يحدث التهاب البنكرياس المزمن (بالانجليزية Chronic pancreatitis) بسبب أمراض المناعة الذاتية، وتعاطي الكحول على المدى الطويل، وغيرها من الحالات الصحية. يمكن أن يسبب أعراضًا مؤلمة ويؤثر على عملية الهضم.
التهاب البنكرياس المزمن هو التهاب في البنكرياس لا يتحسن بمرور الوقت.
البنكرياس هو عضو يقع خلف معدتك. فهو يصنع الإنزيمات، وهي بروتينات خاصة تساعد على هضم الطعام. كما أنه يصنع الهرمونات التي تتحكم في مستوى السكر في مجرى الدم.
يعتبر التهاب البنكرياس حادًا عندما يحدث الالتهاب فجأة ويستمر لفترة قصيرة من الزمن. ويعتبر مزمنًا عندما يستمر في العودة أو عندما لا يشفى الالتهاب لعدة أشهر أو سنوات.
يمكن أن يؤدي التهاب البنكرياس المزمن إلى ندبات وأضرار دائمة. قد تتطور حصوات الكالسيوم والخراجات في البنكرياس، مما قد يؤدي إلى انسداد القناة أو الأنبوب الذي يحمل الإنزيمات والعصارات الهضمية إلى معدتك. قد يؤدي الانسداد إلى انخفاض مستويات إنزيمات وهرمونات البنكرياس، مما يجعل من الصعب على جسمك هضم الطعام وتنظيم نسبة السكر في الدم. وهذا يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك سوء التغذية والسكري.
ما الذي يسبب التهاب البنكرياس المزمن؟
هناك العديد من الأسباب المختلفة لالتهاب البنكرياس المزمن. السبب الأكثر شيوعًا هو تعاطي الكحول على المدى الطويل. وترتبط حوالي 70 في المئة من الحالات باستهلاك الكحول.
تحدث أمراض المناعة الذاتية عندما يهاجم جسمك عن طريق الخطأ الخلايا والأنسجة السليمة. متلازمة الأمعاء الالتهابية، وهي التهاب في الجهاز الهضمي، والتهاب الأقنية الصفراوية الأولي، وهو مرض كبدي مزمن يرتبط بالتهاب البنكرياس المزمن.
وتشمل الأسباب الأخرى:
- مرض المناعة الذاتية، والذي يحدث عندما يهاجم جسمك عن طريق الخطأ الخلايا والأنسجة السليمة
- قناة البنكرياس الضيقة، وهي الأنبوب الذي يحمل الإنزيمات من البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة
- انسداد القناة البنكرياسية إما بحصوات المرارة أو حصوات البنكرياس
- التليف الكيسي، وهو مرض وراثي يسبب تراكم المخاط في رئتيك
- الوراثة
- ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، وهو ما يسمى فرط كالسيوم الدم
- ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم، وهو ما يسمى فرط ثلاثي جليسريد الدم
من هو المعرض لخطر الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن؟
يزيد تعاطي الكحول من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن. ويعتقد أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس بين مدمني الكحول. في بعض الحالات، يمكن أن يزيد التاريخ العائلي لالتهاب البنكرياس المزمن من خطر إصابتك.
يحدث التهاب البنكرياس المزمن في أغلب الأحيان لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا. كما أن الحالة أكثر شيوعًا بين الرجال منها بين النساء.
قد يكون الأطفال الذين يعيشون في المناطق الاستوائية في آسيا وأفريقيا معرضين لخطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الاستوائي، وهو نوع آخر من التهاب البنكرياس المزمن. السبب الدقيق لالتهاب البنكرياس الاستوائي غير معروف، ولكن قد يكون مرتبطًا بسوء التغذية.
ما هي أعراض التهاب البنكرياس المزمن؟
في البداية، قد لا تلاحظ أي أعراض. يمكن أن تصبح التغيرات في البنكرياس متقدمة جدًا قبل أن تبدأ في الشعور بالتوعك. عند ظهور الأعراض قد تشمل:
- ألم في الجزء العلوي من البطن
- إسهال
- البراز الدهني، وهو رخو، شاحب، ولا يتخلص بسهولة
- استفراغ و غثيان
- ضيق في التنفس
- فقدان الوزن غير المبرر
- العطش المفرط والتعب
قد تواجه أعراضًا أكثر خطورة مع تقدم المرض، مثل:
- سوائل البنكرياس في البطن
- اليرقان، والذي يتميز بتغير اللون الأصفر في عينيك وجلدك
- نزيف داخلي
- انسداد معوي
يمكن أن تستمر النوبات المؤلمة لساعات أو حتى أيام. يجد بعض الناس أن الأكل أو الشرب يمكن أن يزيد الألم سوءًا. مع تقدم المرض، قد يصبح الألم مستمرًا.
كيف يتم تشخيص التهاب البنكرياس المزمن؟
خلال المراحل المبكرة من التهاب البنكرياس المزمن، يصعب رؤية التغيرات في البنكرياس في اختبارات الدم. ولهذا السبب، لا تُستخدم اختبارات الدم عادة لتشخيص المرض. ومع ذلك، يمكن استخدامها لتحديد كمية إنزيمات البنكرياس في الدم. يمكن أيضًا استخدام اختبارات الدم للتحقق من عدد خلايا الدم بالإضافة إلى وظائف الكلى والكبد. قد يطلب منك طبيبك عينة من البراز لاختبار مستويات الدهون. يمكن أن يكون البراز الدهني علامة على أن جسمك لا يمتص العناصر الغذائية بشكل صحيح.
اختبارات التصوير هي الطريقة الأكثر موثوقية لطبيبك لإجراء التشخيص. قد يطلب طبيبك إجراء الدراسات التالية على بطنك للبحث عن علامات الالتهاب:
- الأشعة السينية
- الموجات فوق الصوتية
- الأشعة المقطعية
- فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي
قد يوصي طبيبك أيضًا بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية بالمنظار. أثناء إجراء فحص الموجات فوق الصوتية بالمنظار، يقوم طبيبك بإدخال أنبوب طويل ومرن في فمك وينزل عبر المعدة والأمعاء الدقيقة. يحتوي الأنبوب على مسبار الموجات فوق الصوتية، الذي يصدر موجات صوتية تنشئ صورًا تفصيلية للبنكرياس.
كيف يتم علاج التهاب البنكرياس المزمن؟
يركز علاج التهاب البنكرياس المزمن على تقليل الألم وتحسين وظيفة الجهاز الهضمي. لا يمكن التراجع عن الضرر الذي لحق بالبنكرياس، ولكن مع الرعاية المناسبة، يجب أن تكون قادرًا على إدارة العديد من الأعراض. يمكن أن يشمل علاج التهاب البنكرياس الأدوية، أو العلاج بالمنظار، أو الجراحة.
الأدوية
تشمل الأدوية المحتملة التي قد يصفها طبيبك لعلاج التهاب البنكرياس المزمن ما يلي:
- مسكن آلام
- إنزيمات هضمية صناعية إذا كانت مستويات الإنزيم لديك منخفضة جدًا بحيث لا تتمكن من هضم الطعام بشكل طبيعي
- الأنسولين إذا كنت تعاني من مرض السكري
- المنشطات إذا كان لديك التهاب البنكرياس المناعي الذاتي، والذي يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي في الجسم البنكرياس
التنظير
تستخدم بعض العلاجات المنظار لتقليل الألم والتخلص من الانسداد. المنظار عبارة عن أنبوب طويل ومرن يدخله طبيبك عبر فمك. فهو يسمح لطبيبك بإزالة حصوات البنكرياس، ووضع أنابيب صغيرة تسمى الدعامات لتحسين التدفق، وإغلاق التسريبات.
الجراحة
الجراحة ليست ضرورية بالنسبة لمعظم الناس. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من ألم شديد لا يستجيب للأدوية، فإن إزالة جزء من البنكرياس يمكن أن يوفر لك الراحة في بعض الأحيان. يمكن أيضًا استخدام الجراحة لفتح قناة البنكرياس أو تصريف الأكياس أو توسيعها إذا كانت ضيقة جدًا.
من المهم تجنب الكحول بعد تشخيص إصابتك بالتهاب البنكرياس المزمن، حتى لو لم يكن الكحول هو سبب مرضك. يجب عليك أيضًا تجنب التدخين لأنه قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس. قد تحتاج إلى الحد من كمية الدهون في نظامك الغذائي وتناول الفيتامينات.
ما هي المضاعفات المحتملة لالتهاب البنكرياس المزمن؟
التهاب البنكرياس المزمن لديه القدرة على التسبب في العديد من المضاعفات. أنت أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات إذا واصلت شرب الكحول بعد تشخيصك.
يعد سوء امتصاص العناصر الغذائية أحد أكثر المضاعفات شيوعًا. نظرًا لأن البنكرياس لا ينتج ما يكفي من الإنزيمات الهاضمة، فإن جسمك لا يمتص العناصر الغذائية بشكل صحيح. هذا يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية.
تطور مرض السكري هو أحد المضاعفات المحتملة الأخرى. يدمر التهاب البنكرياس الخلايا التي تنتج الأنسولين والجلوكاجون، وهي الهرمونات التي تتحكم في كمية السكر في الدم. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة في مستويات السكر في الدم. حوالي 45 بالمائة من الأشخاص المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن سيصابون بالسكري.
قد يصاب بعض الأشخاص أيضًا بأكياس كاذبة، وهي عبارة عن نمو مملوء بالسوائل يمكن أن يتشكل داخل البنكرياس أو خارجه. تعتبر الأكياس الكاذبة خطيرة لأنها يمكن أن تسد القنوات والأوعية الدموية المهمة. وقد يصابون بالعدوى في بعض الحالات.
توقعات طويلة المدى
تعتمد التوقعات على شدة المرض والسبب الكامن وراءه. يمكن أن تؤثر عوامل أخرى على فرصك في التعافي، بما في ذلك عمرك عند التشخيص وما إذا كنت تستمر في شرب الكحول أو تدخين السجائر.
التشخيص والعلاج الفوري يمكن أن يحسن التوقعات. اتصل بطبيبك على الفور إذا لاحظت أي أعراض لالتهاب البنكرياس.
المصادر
