المحتويات
كنا قد كتبنا هذا المقال لتعريف التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد منذ اربع سنوات والان نعيد كتابته بعد عام على جائحة كورونا والتي أجبرت الكثير المؤسسات التعليمية والمدارس على اتباع هذا النمط من التعليم.
دخلت التكنولوجيا في شتى مجالات الحياة وأصبحت جانباً أساسياً فيها بما في ذلك قطاع التعليم فباتت معظم الجامعات والمدارس مضطرة إلى مواكبة التطور والانتقال من أساليب التعليم التقليدية إلى التعليم الإلكتروني ولو بشكل تدريجي أو جزئي.
نحن نعيش في عصر التكنولوجيا والتطور حيث أصبحت التكنولوجيا تلعب دوراً ملموساً ومهماً في حياتنا اليومية وبشكل خاص في النظام التعليمي، لذلك وجب تطوير وإتباع طرق جديدة للتعليم تتناسب مع هذا العصر.
في السابق كنا نقول أن أفضل صديق هو الكتاب أما اليوم فأصبحت اللوحات الرقمية وأجهزة الحاسوب والهواتف الذكية أكثر من مجرد صديق. دخلت هذه الأجهزة إلى بيوتنا وأصبحت في متناول جميع الأعمار وتطورت طرق التواصل بين الناس فبدلاً من الزيارات و الرسائل الخطية صرنا نتعامل بالاتصالات والرسائل الرقمية وحتى الرسائل الصوتية والفيديو.
تعتمد الطرق التقليدية على التواصل المباشر بين المعلم والتلميذ وذلك يحتم وجودهم في نفس المكان والزمان. وهنا لعبت التكنولوجيا دورا فصل التعليم عن الزمان والمكان فأصبح التلميذ قادراً على الحصول على الدروس في أي مكان ووقت يناسبه وتطور هذا المجال فسمي التعليم الإلكتروني.
لذلك اتجهت الكثير من المؤسسات التعليمية إلى استخدام التعليم الإلكتروني كوسيلة ناقلة في عملية الاتصال التعليمي وصار من أهم وسائل التعليم في وقتنا الحالي لما لها من فوائد في تطوير العملية التعليمية.
ومع بداية جائحة كورونا ارتبكت الكثير من إدارات المؤسسات التعليمية التي لم تُطور أساليبها الإدارية والتعليمية. بعد عام على انتشار التعليم الإلكتروني تبين أن التعليم عن بعد ليس فقط طريقة لإيصال المعلومات إلى الأطفال بل عليه أيضاً أن يعتني بتنظيم العملية التربوية و التواصل مع الأهل والانتباه إلى الحالة النفسية للطالب.
بدأنا نشعر بالخسارة التي تكبدها الطلبة خاصة في الجانب النفسي – فمثلاً جزء كبير من الحياة اليومية للطالب كان تواصله مع زملائه في المدرسة وهذا ينمي الثقافة الاجتماعية. أما اليوم مع الاعتماد الكلي على التعليم الإلكتروني أصبح الطلبة بالكاد يتواصلون مع مدرسيهم وبدأنا نشعر بأن الكثير منهم يتهربون من حضور الحصص الافتراضية.
ما هو التعليم الإلكتروني
هناك عدة تعريفات للتعليم الإلكتروني ومنها:
- أنه منظومة تعليمية لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للطلاب أو المتدربين في أي وقت و في أي مكان باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات التفاعلية مثل ( الإنترنت و القنوات التلفزيونية و البريد الإلكتروني و أجهزة الحاسوب و المؤتمرات عن بعد …) بطريقة متزامنة أو غير متزامنة.
- يمكن اعتباره أسلوبا من أساليب التعليم ويعتمد في تقديم المحتوى التعليمي وإيصال المهارات والمفاهيم للمتعلم على تقنيات المعلومات و الاتصالات و وسائطهما المتعددة بشكل يتيح للطالب التفاعل النشيط مع المحتوى و المدرس والزملاء بصورة متزامنة أو غير متزامنة في الوقت والمكان والسرعة التي تناسب ظروف المتعلم وقدرته ،و إدارة كافة الفعاليات العلمية التعليمية ومتطلباتها بشكل إلكتروني من خلال الأنظمة الإلكترونية المخصصة لذلك .
- هو ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المتعلمين والمؤسسة التعليمية برمتها، وهناك مصطلحات كثيرة تستخدم بالتبادل مع هذا المصطلح منها: (Online Education) و (Web Based Education) و(Electronic Education) وغيرها من المصطلحات.
أنواع التعليم الإلكتروني
يمكن أن ينقسم التعليم عن بعد إلى قسمين رئيسيين:
1. التعليم الإلكتروني المتزامن
وهو التعليم المباشر الذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت أمام أجهزة الكمبيوتر لإجراء النقاش والمحادثة بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم عبر غرف المحادثة أو تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية أو باستخدام أدواته الأخرى مثل الزووم.
ومن إيجابيات هذا النوع من التعليم حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية وتقليل التكلفة والاستغناء عن الذهاب لمقر الدراسة ، ومن سلبياته حاجته إلى أجهزة حديثة وشبكة اتصالات جيدة.
والراجح أن هذا النمط من التعليم عن بعد يحاكي التعليم التقليدي فيسمح للطلاب بالحوار والتفاعل مع بعضهم البعض.
2. التعليم الإلكتروني غير المتزامن
وهو التعليم غير المباشر الذي لا يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت، مثل الحصول على الخبرات من خلال المواقع المتاحة على الشبكة أو الأقراص المدمجة أو عن طريق أدوات التعليم الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني أو القوائم البريدية.
ومن إيجابيات هذا النوع أن المتعلم يحصل على الدراسة حسب الأوقات الملائمة له ، وبالجهد الذي يرغب في تقديمه فمثلاً يمكن أن يقسم المحتوى إلى حصص صغيرة تتناسب مع قدرته الاستيعابية.
كذلك يستطيع الطالب إعادة دراسة المادة والرجوع إليها إلكترونيا كلما احتاج لذلك. ومن سلبياته عدم استطاعة المتعلم الحصول على تغذية راجعة فورية من المعلم، كما انه قد يؤدي إلى الانطوائية لأنه يتم في عزله تامة.
التعليم الهجين عن بعد
مع بداية ظهور الصعوبات التي يواجهها الطلبة والمدرسين في التعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا ظهر ابتكار جديد وهي طريقة هجينة تجمع بين التعلم عن بعد وتخفيف انتشار عدوى الكورونا. في هذه الحال يذهب الطلبة إلى المدرسة يومين في الأسبوع (مثلاً الأثنين والخميس أو الجمعة) ويدرسون باقي الأيام في المنزل.
بكل تأكيد لن تعمل هذه الطريقة إلا اذا مارست العائلة التعليمية كل التوصيات من التباعد الاجتماعي فحص حرارة القادمين إلى المدرسة في أيام الحضور.
تعمل هذه الطريقة على اعتبار أنه إذا كان احد الطلبة مصاب بالعدوى فتظهر عليه عوارض المرض خلال يومين أو ثلاثة.
تجمع هذه الطريقة بين فوائد حضور التلاميذ إلى المدرسة والحد من انتشار العدوى نسبياً.
خصائص التعليم الإلكتروني
- توظيف التكنولوجيا الحديثة و استخدامها كوسيلة تعليمية. مثلاً استخدام تطبيق لإدارة المدرسة والتواصل مع الطلبة وهنا ننصح ببرناج eskool
- تطوير التعليم الذاتي لدى الطلاب .
- سهولة المتابعة والإدارة الجيدة للعملية التعليمية.
- ضمان جودة التصميم التعليمي وكفاءته وتعدد أساليب عرض المعلومة.
- يوفّر التعلم الإلكتروني بيئة تعلم تفاعلية قائمة على المتعة في التعلم، وعلى مجهود المتعلم في البحث والاستقصاء والتعاون.
- يمتاز بالمرونة في المكان والزمان ، وبتوفير أمور السلامة للمتعلم.
- يشجع على التعلم المستمر مدى الحياة بتكلفه أقل من التعلم التقليدي، سواء أكان ذلك بهدف الحصول على درجة علمية أم شهادة معترف بها أو غير ذلك.
- سهولة تحديث المادة التعليمية الإلكترونية على الشبكة العالمية للمعلومات.
- يسير فيه المتعلم وفق إمكاناته وقدراته الذاتية.
فوائد التعليم الإلكتروني
- يساعد في إتاحة فرص التعلم لمختلف فئات المجتمع في أي وقت وفي أي مكان وفقاً لقدرات المتعلم .
- يسهم في تنمية تفكير المتعلم ، حيث يجعله أكثر اعتماداً على نفسه وأكثر فاعلية ونشاطاً وتواصلاً مع الآخرين وفقاً لفلسفة هذا النمط التعليمي.
- يساعد على مواجهة العديد من المشكلات التربوية التي منها مشكلة الأعداد المتزايدة من الطلبة، ومشكلة نقص المعلمين ذوي الخبرة والكفاءة، وقلة الإمكانات المتاحة في الكليات من مبانٍ ومختبرات وغير ذلك وبالتالي يساعد التعلم الإلكتروني على خفض تكلفة التعليم.
- يتميز بسرعة نقل وإيصال المعلومات إلى المتعلم، بالإضافة إلى إمكانية وسهولة تحديث المعلومات والموضوعات على المواقع الإلكترونية ، وبالتالي سهولة الحصول على تغذية راجعة مستمرة خلال عملية التعلم.
- يلغي الفروق الفردية بين المتعلمين ، ويحولها من فروق في القدرات إلى فروق في الزمن.
- يوفر التعليم الإلكتروني ثقافة جديدة يمكن تسميتها ” الثقافة الرقمية ” .
- يساعد الطالب في الاعتماد على نفسه .
- يعطي الحرية والجرأة للطالب في التعبير عن نفسه .
- يسهل وصول الطالب إلى معلمه في أي وقت.
- تنوع مصادر التعلم المختلفة.
سلبيات التعليم الإلكتروني
- التعلم الإلكتروني قد لا يساعد الطالب على القيام بممارسة الأنشطة غير الأكاديمية مثل الأنشطة الاجتماعية والرياضية وغيرها.
- ارتفاع تكلفة التعلم الإلكتروني وخاصة في المراحل الأولى من تطبيقه، مثل تجهيز البنية التحتية والأجهزة وتصميم البرمجيات والاتصالات والصيانة المستمرة لذلك.
- قد يسبب القلق عند المتعلم، لوجود خلل في تصميم البرنامج.
- صعوبة الحصول على البرامج التعليمية باللغة العربية .
- فقدان العامل الإنساني في التعليم .
- الخصوصية والسرية.
العوامل التي تساهم في زيادة استخدامه
- دوام الحاجة إلى التعليم و التدريب و ذلك بسبب التطور في مختلف المجالات المعرفية.
- الحاجة الماسة إلى التعليم و التدريب في الوقت المناسب و المكان المناسب على مدار الساعة.
- الجدوى الاقتصادية من استخدام تقنية التعليم الإلكتروني التي تساهم في تخفيض تكاليف التعليم و التدريب للموظفين أو الدارسين المنتشرين حول العالم.
- محاولة الحد من انتشار الأوبئة مثل الكورونا والحفاظ على سلامة الطلاب وأهليهم.
المصادر