بين حين و آخر تشتعل الدنيا بضجيج هائل و سؤال مستمر بكل اللغات : لماذا حرّم الله أكل الخنزير؟
ذاك الحيوان الوديع اللطيف! دون أن يفهم هؤلاء أننا معشر المسلمين نقول سمعاً وطاعةً لأوامر الله قبل أن نعرف الحكمة مما وراء النهي أو الأمر ” إنما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير”.
لقد شهد الدكتور الإنكليزي غير المسلم ” فيليب تومز ” خبير أمراض الدم في لندن ( و غيره كثيرون قاموا بذلك ) أن الخنزير ينقل صفاته لكل من يتناول لحمه و يسبب مع مرور الوقت أمراضاً عقلية و بدنية وعلى الأخص أمراضاً تناسلية مدمرة.
مهما حاول الغرب تجميل صورته باستخدام أحدث التقنيات في رعاية هذا الحيوان فإنهم لن يستطيعوا نفي الحقائق الدامغة التي اكتشفها علماؤهم أنفسهم عن الديدان والأمراض التي يحتويها جسمه دون غيره من الحيوانات مهما ألبسوه تاج الرفعة.
إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك في القرآن الكريم، وهذه هي الآيات التي حرم الله سبحانه وتعالى فيها على المسلمين أكل لحم الخنزير.
أورد النص القرآني تحريم لحم الخنزير في أربعة مواضع :
- قوله تعالى :
“إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (البقرة:173) - و قوله تعالى :
“حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ” (المائدة:3) - و قوله تعالى:
“قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (الأنعام:145) - و قوله تعالى :
“إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” (النحل:5)
ويبلغ عدد الأمراض التي تصيب هذا الحيوان أكثر من 450 مرضاً، منها 57 مرضاً طفيلياً تنتقل منه إلى الإنسان بعضها خطير بل وقاتل. ويختص بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائياً إلى الإنسان، وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في نقل بقية الأمراض، لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض. هذا عدا عن الأمراض الكثيرة التي يسببها أكل لحمه كتليف الكبد، وتصلب الشرايين، وضعف الذاكرة، والعقم ، والتهاب المفاصل، والسرطانات المختلفة وغيرها.
أهم الأمراض في جسم الخنزير
- مرض الشعرية أو الترخينية
تسببه ديدان تعيش في لحمه وتستقر في عضلات آكله وعلى الأخص في عضلات التنفس وكذلك في المخ أو العين أو القلب أو الرئة أو الكبد و تسبب أضراراً بالغة جداً فقد تصيب بالجنون أو العمى أو الشلل أو الذبحة القلبية. - الالتهاب السحائي المخي وتسمم الدم
حيث يسبب هذا الميكروب التهاباً في الأغشية الملاصقة للمخ و تفرز سموماً عالية التركيز تؤدي للوفاة والذين يفلتون من الموت يصابون بصمم دائم و فقدان في التوازن نتيجة للخلل في خلايا المخ يسببه هذا الميكروب. - الدودة الشريطية
تنتقل هذه الدودة من الحيوان إلى أمعاء الإنسان و تتسرب يرقاتها عبر الدم لتستقر في أحد أعضاء الجسم كالقلب أو الكبد أو العين أو المخ و هو مكانها المفضل فتسبب الصرع وهي تختلف كثيراً عن الدودة الشريطية التي قد تنتقل من البقر حيث الأخيرة لا تملك القدرة الرهيبة في التجول بيرقاتها في جسم الإنسان كما تفعل دودة الخنزير حيث تدمر جسم الإنسان في عنف عجيب. - الدوسنتاريا الأميبية الخنزيرية
لكونه يعيش على القاذورات والجيف و على أكل براز الحيوانات الأخرى التي تعيش معه فهو مزرعة لمرض الدوسنتاريا الأميبية الخنزيرية وهي أخطر أنواع الدوسنتاريا على الإطلاق. - الدوسنتاريا الخنزيرية
أكبر الميكروبات وحيدة الخلية وتنتقل إلى طعام الإنسان و تسبب إسهالاً و دوسنتاريا مصحوبة بالمخاط و بالدم و قد تحدث التهاباً في الرئة أو في عضلة القلب، و قد يثقب القولون و عندها تحدث الوفاة. - أنفلونزا الخنازير
ينتشر على شكل وباء و الذي اكتشفته أمريكا و خافت منه بسبب عدد الوفيات الكبير بسببه و قامت عام ( 1977 ) بتطعيم الأمريكيين بالمصل الوقائي من هذا المرض القاتل بتكلفة فقط مائة و خمسة و ثلاثون مليون دولار، في حملة واحدة، و لا تعليق. - أخطار أخرى تترصد من يتناول لحم الخنزير
التهاب المعدة القرحية الذي يسبب إسهالاً و التهاباً بالأمعاء الغليظة وآلاماً شديدة، كما أن جسم الخنزير يحتوي على حمض البوليك بنسب عالية مما يسبب آلام روماتيزمية و التهابات المفاصل المختلفة و دهن الخنزير يرفع كولسترول الدم بشكل كبير حيث يحتوي على 15 ضعف من الكولسترول أكثر مما يوجد في البقر مما يسبب تصلب الشرايين وارتفاعاً في ضغط الدم و الذي هو أهم سبب لمعظم حالات الذبحة القلبية. - التسمم الغذائى الخنزيرى
ذلك أن من خصائص لحم وشحم الخنزير سرعة الفساد والتحلل بفعل الجراثيم ، إذا ما ترك ولو مدة قصيرة من الوقت دون تبريد ، وقد أدى هذا التسمم إلى الموت في مناسبات عديدة . - ثعبان البطن الخنزيرى “الإسكارس “
وقد توصل الطب إلى اكتشاف إصابة الإنسان بثعبان البطن الخنزيرى في صيف عام 1982 في المناطق الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية ، نتيجة للتعرض المباشر للخنزير، أو أكل المواد الغذائية الملوثة ببراز الخنزير. - دودة المعدة القرحية
وهي دودة تصيب الخنزير أصلاً، ولكنها تنتقل إلى الإنسان، وتصيب الأطفال خاصة ، وتتسبب هذه الدودة في حدوث إسهال والتهاب ” المصران الغليظ ” . - دودة الرئة الخنزيرية
وهذه تعيش في رئة الخنزير، وتنتقل منه إلى الإنسان . - الدوسنتاريات الأميبية الخنزيرية
وتنتقل العدوى للإنسان والخنزير يأكل القاذورات والجيفة، ولا يقلع عن ذلك حتى لو أقام في أجمل الحظائر وأفخمها ، فقد يأكل براز الحيوانات الأخرى التى معه ، أو برازه أو أى شىء ميت يجده في طريقه . وذكرت الأبحاث العلمية أن جسم الخنزير يحتوي على كميات كبيره من حامض البوليك ، ولا يفرز منه إلا القليل بنسبة لا تعد ثلاثة في المائة ، في حين يفرز الإنسان من حامض البوليك هذا نحو تسعين في المائة منه. ونظراً لاحتواء لحم الخنزير على هذه النسبة المرتفعة من حامض البوليك نتيجة كثرة موارده وقلة إفرازه لوحظ أن الذين يتناولون لحم الخنزير، يشكون من آلام روماتيزمية، والتهابات المفاصل المختلفة ، فضلاً عن أن أليافه الغليظة تسبب عسراً في الهضم ، وارتباكاً في الأمعاء . - فيروس نبا (Nipah Virus)
في ماليزيا عام 1998 تعرف العالم إلى هذا الفايروس المميت، أعراضه تشبه أعراض الإنفلونزا، يعتقد الأطباء أن الفايروس أصاب خفاش الفواكه والذي بدوره نقله إلى الخنازير، فتوفى 117 مصابا. أثبتت المتابعات الطبية أن جميع المصابين كانت لهم علاقة وطيدة بالخنازير، تبعاً لذلك قامت الدوائر الصحية في ماليزيا بقتل مليون خنزير. - فيروس التهاب الدماغ الياباني (Japanese encephalitis)
أصاب الطيور و انتقل بواسطة البعوض إلى الخنازير، وبذلك أصاب مربيي الخنازير في شرق آسيا، يسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ في الإنسان، وفي بعض الحالات يكون ميتا. - فيروس التهاب الدماغ والقلب (encephalomyocarditis)
الخنازير تتغذى على الجرذان و الجران عبارة عن مستودع لهذا الفيروس الخطير فتنتقل العدوى من الجرذان إلى الخنازير إلى الإنسان، والذي يسبب التهاب في الدماغ والقلب، مما يودي بحياة المصابين. - بكتيريا الحمرة الخبيثة (bacillus antharacis)
من اللحاميين و الدباغين تنتقل هذه البكتيريا الخبيثة، تكون على شكل لوحة حمراء، حارقة للأيدي، تصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة، قشعريرة و التهاب الأوعية اللمفاوية. هذه الأمراض بالإضافة إلى الديدان المفلطحة، الشريطية، الخيطية والأسطوانية التي ينقلها هذا الحيوان الرجس إلى الإنسان.بعد هذا كله فإننا نقف أمام معجزة من معجزات التشريع، فتبارك الذي قال: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث). اكتشاف العلم لهذه الحقائق حول لحم الخنزير يثبت التطابق بين ديننا والحقائق العلمية الحديثة.
المصادر