المحتويات
تكمن ميزة الإدمان على الجنس على كونه حاجة إنسانية غريزية، لكن كيف يمكن لها أن تصبح إدمانا؟ ما هي الأعراض وكيف يتم العلاج من هذا الإدمان؟
يحيط جدل كبير بتشخيص “الإدمان على الجنس”. ومع انه تم استبعاده من الإصدار الخامس من “الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية” (DSM-5) ، لكنه لا يزال يكتب عنه ويدرس في دوائر علم النفس والإرشاد.
مع مرور الوقت، تعتمد منظمات الصحة العالمية تعريفات جديدة لأنواع مختلفة من الإدمان التي يبدو أنها تصيب الأفراد، ومن ضمنها الإدمان على الجنس، ترى ما هي ميزات وأعراض الإدمان على الجنس؟ وكيف يتم العلاج منه؟
ما هو الإدمان على الجنس؟
على سبيل التعريف ، يوصف “الإدمان على الجنس” بأنه حاجة قهرية لأداء أفعال جنسية من أجل تحقيق نوع “إشباع الرغبة” الذي يحصل عليه الشخص المصاب باضطراب تعاطي الكحول أو شخص مصاب باضطراب تعاطي المواد الأفيونية. ولهذا فالإدمان على الجنس هو أمر حقيقي كالإدمان على الكحول والمخدرات، ويمكن تعريفه على أنه حاجة قهرية للقيام بنشاطات وأعمال جنسية بغض النظر عن التوقيت والظروف.
كباقي أنواع الإدمان فإنه يؤثر على الصحة العقلية للمدمن والعلاقات الشخصية وجودة الحياة والسلامة، وعلى الرغم من أن الإدمان على الجنس هو مرض شائع إلى حد ما، إلا أنه بالغالب لا يتم تشخيصه.
عادة يبحث المدمن عن علاقات غير عادية وغير قانونية، كتعدد الشركاء، بالإضافة إلى ذلك يتضمن الإدمان على الجنس شعورا بالحاجة الملحة للاستمناء أو مشاهدة وعرض مواد إباحية.
يصبح تعريف الإدمان الجنسي مرضا عندما يبدأ بالتأثير على أسلوب وجودة حياة المدمن، حيث قد يميل إلى تغيير أنشطته وأسلوب حياته، كما قد يقبل على فعل نشاطات جنسية على الرغم من عواقبها السلبية والشديدة كالسجن. قد يغير الشخص المصاب بإدمان الجنس حياته وأنشطته بشكل كبير من أجل القيام بأعمال جنسية عدة مرات في اليوم ويقال إنه غير قادر على التحكم في سلوكه ، على الرغم من العواقب السلبية الشديدة.
أعراض الإدمان على الجنس
قد يكون من الصعب على الشريك والمقربين من المدمن على الجنس اكتشاف إدمانه، حيث أنه ينجح في الغالب بإخفاء سلوكياته غير العادية والمرضية من خلال الكذب حولها أو أداءها بأوقات أو أماكن لا يمكن كشفها. ولكن في بعض الأوقات تكون أعراض الإدمان على الجنس واضحة فقد يصنف الشخص على انه مدمن جنس اذا ظهرت عليه بعض أو كل العلامات التالية:
- أفكار وتخيلات جنسية مزمنة.
- علاقات متكررة مع شركاء متعددين بما في ذلك الغرباء.
- الكذب حول النشاطات الجنسية.
- الانشغال بالممارسات الجنسية حتى عندما تتعارض مع الحياة اليومية وإنتاجية العمل.
- عدم القدرة على السيطرة على الممارسة والنشاط الجنسي
- المخاطرة بالنفس أو بالأخرين في سبيل أداء علاقة أو ممارسة جنسية.
- الحاجة في السيطرة والهيمنة خلال العلاقة الجنسية
- الشعور بالندم والذنب بعد ممارسة الجنس.
- الحاجة للاستمناء بوتيرة عالية
- أن يعاني من عواقب شخصية أو مهنية سلبية أخرى
ويمكن للسلوكيات القهرية أن توتر العلاقات ، على سبيل المثال ، مع ضغوط الخيانة الزوجية – على الرغم من أن بعض الناس قد يدعون أنهم مدمنون على الجنس كوسيلة لتفسير الخيانة الزوجية في العلاقة. من المهم الإشارة هنا إلى كون الاستمتاع بالنشاط والعلاقة الجنسية لا تجعل منك مدمنا عليها، حتى وإن تفاوتت الحاجة بينك وبين شريكك للقيام بعملية الجماع. بالإضافة إلى ذلك ، لا تعني الاختلافات في مستوى الاهتمام الجنسي بين الشركاء أن أحد الشريكين لديه إدمان للجنس.
ما هي العلاجات للإدمان على الجنس
لان تشخيص الإدمان على الجنس موضوع مثير للجدل فإن العلاجات المدعومة بأدلة غير كافية أيضاً. خلافا لباقي أنواع الإدمان، يختلف المنطق الذي يقف خلف مفهوم العلاج، حيث أن الطبيعة البشرية لا تقتضي شرب الكحول واستهلاك المخدرات، إلا أن الغريزة البشرية تفرض الحاجة إلى ممارسة الجنس. لذا فإن المدمن في هذه الحالة يحتاج بالأساس إلى تعلم السيطرة وتمييز السلوكيات الجنسية الصحية السليمة عن غير السليمة، وبالتالي فإن العلاج قد يستغرق شهورا أو حتى سنوات.
يشمل العلاج من الإدمان على الجنس عادة واحدة أو أكثر من الطرق التالية:
- إعادة تأهيل بمراكز علاج داخلية
تعتمد المعالجة في مراكز العلاج الداخلية على بقاء المدمن داخل المصح لمساعدته في تجنب كافة المحفزات الجنسية لمدة شهر على الأقل، وذلك من أجل استعادة السيطرة على الرغبة الجنسية لديه. غالبا تعتمد هذه الطريقة على إجراء جلسات علاجية جماعية مع من يعاني من المشكلة نفسها وفردية مع أخصائيين علاجيين. - برنامج إعادة التأهيل الجماعية الخارجية
تقتضي هذه الطريقة من العلاج على اللقاءات الجماعية التي تجمع عددا من المرضى الذين يعانون الإدمان على الجنس، حيث تحدث اللقاءات بوتيرة ثابتة. من حسنات هذه الطريقة أنها تتيح المجال أمام المرضى بمتابعة حياتهم بشكل كامل إلا أن العمل يكون على الحث والتشجيع للامتناع عن السلوكيات الجنسية القهرية والشاذة. - العلاج السلوكي المعرفي
هذا العلاج بالأساس يستهدف وعي وإدراك المريض، حيث يعمل على رفع تنبهه للمسببات والمحفزات الجنسية التي تؤثر عليه وإيجاد بدائل سلوكية حيالها.
يتم العمل ضمن العلاج السلوكي المعرفي بشكل منفرد، حيث تجمع الجلسات المدمن مع أخصائي نفسي مرخص يساعده في الوصول إلى الاستنتاجات المناسبة حول سلوكياته الجنسية. - العلاج بالأدوية
كثيرا ما يصاحب الإدمان الجنسي الإصابة بالاكتئاب أو أمراض عقلية ونفسية مختلفة، لذا فقد يكون علاج الإدمان من ضمن علاج الأمراض الأخرى بالأدوية، على سبيل المثال فإن بعض مضادات الاكتئاب تقلل من التحفيز الجنسي الأمر الذي قد يصب في مصلحة العلاج من الإدمان.
ما هي النظرة المستقبلية لإدمان الجنس؟
يواجه الشخص الذي يتعامل مع إدمان الجنس مجموعة فريدة من التحديات. قد ينخرطون في سلوكيات تعرض علاقاتهم وسلامتهم وصحتهم وصحة شريكهم للخطر. في الوقت نفسه ، يعتبر إدمان الجنس تشخيصًا مثيرًا للجدل ويفتقر إلى معايير التشخيص بالإضافة إلى العلاجات القائمة على الأدلة.